شعاري في هذا المقال قول: المسيح عليه السلام " بالحقيقة تكونوا أحراراً".وكان شعاري أيضا في هذا الموضوع المقولة التي تقول: " الحقيقة المره خيرٌ ألف مره ".وكان شعاري أيضا في هذا الموضوع قول: " الحقيقة مثل النحله تحمل العسل ولكن لها إبرءةٌ تلسع".هي حقيقة نلاحظها وتعيشها الساحة الشعرية في الآونة الأخيرة بشكل مبالغ فيه وبوفرة وكأن الشعر لا يصل مرحلته النجومية والاعلامية إلا في هذه الحقيقة والشعر غني وبرئ عن مثل هذا.نجد اليوم أغلب الشعراء الذين أطلقت عليهم بنفسي وبكل قناعة ذاتية وأزلية في نفس الوقت " الشعراء الأسمجون" وهم شعراء تفتقر قصائدهم للنبل والسمو وتكاد تنعدم أشعارهم من أخلاقيات الأدب والإحترام فنجد فيها المجون والدعه والفحش الغزلي ومع شديد الآسف حين أقراء بعض المقطوعات الشعرية أجد كتابها من بعض كبار وعمالقة الشعر وهذا لا ينفي كونهم من فطاحلة وفحول الشعر (خذ الحكمة ولو من المشركين) ولكن لا يضعهم على آرائك الرفعة والنبالة من حيث اللفظ والوصف فقد لاحظت أغلب الشعراء وخاصة الشباب يستظل تحت مظلة هذا اللون من الشعر السامج والساذج وأقصد بهذا من حيث اللفظ والوصف بغض النظر عن قوة السبك والحبك وكل ذلك من أجل الظهور وحب الشهرة وانتشرت القصائد الماجنه والمائعه وكثرت الأهازيج لها والإقبال عليها فأصبح الصغير والكبير والذكر والإنثى يرددها ويتابع مسيرها ويتحرى تقاريرها وكأن الشعر يكمن جماله وابداعه في وصف مفاتن النساء ومحاسنها بشكل يخل وينافي الاخلاق الفضيلة والعادات النبيلة كلنا نحب ولنا قلوب وميول ولا نكاد نخلو من تجربة حب شقيه أو سعيده ولكن إذا لم تكن المودة عذريه ومصونه ومطوّقه بالمكارم فقد أخطنا وضعنا عن طريق الهوى والغرام المباح والفاضل المشيّم والمحشوم.فالشعراء الأسمجون في ما هو ملموس اليوم هم بين امرين لا ثالث لهم لأن الشعر مثله كمثل المراءة تعكس صاحبها:1_ إما شعراء قد صدقوا في حبهم وتغزلهم وقولهم وهذا ينعكس عليهم فهم قد خالفوا الخلق الاسلامي وأسقطوا من شخصيتهم الشيم والقيم والعادات الكريمه.2_ إما شعراء قد كذبوا في حبهم وتغزلهم وقولهم وهذا ينعكس عليهم فهم لم يقولوا ما قالوه من صدق مشاعر ومن عبقرية قريحة نبعت من ضمير لمس الحقيقة وتأثرت أحاسيسه وأهتزّ وجدانه.وحينما نرجع للعقل والمنطقية نرى كأن حال الساحة اليوم يقول شعراء الخليج معفى عنهم لا يحاسبهم الله على ما يقولونه من شعر.وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد, وما يكب الناس على وجوههم في النار الا من حصاد ألسنتهم.أف على الشعر وأف على الشعراء اذا كان هذا ديدنهم الا نستحي من موروثنا ونحترمه ونظهره بالوجه الحسن المرضي الذي يليق ونحفظ مكانته ليكون أدب سامي وله وزنه وقدره وتاريخه:
ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ
إذا جلس الأكابر في الزوايـا
ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ
إذا جلس الأكابر في الزوايـا
.
إذا استوت الأسافل و الأعالي
فقد طابـت منادمـة المنايـا
إذا استوت الأسافل و الأعالي
فقد طابـت منادمـة المنايـا
وتقبلوا حرفي وصادق شكري فهذه وجهة نظر شخصية تعبر عن قناعة ذاتية, وتعكس ملامح خفية, ليست بالضروره يوافقني عليه البعض.
.
والله أعلم
.
الـقـفـيـعـي - جليس الدار
.