.
الفلسفة/
الحياة مسار له بداية ونهاية ممتلئ بالمشقة والعناء والكبد فيه حُفَر وضعت من قبل أيادي قريبة داخلية وبعيدة خارجية (أجنبيّة) كالأفخاخ تستدرج البعض من حيث لا يشعرون وفي هذا المسار يبدأ بنو البشر من طرف البداية وفي حيال الخطوة الأولى يكونون كلهم سواسيه لا خلاف ولا فرقة وبعد المضي قليلاً سرعان ما ينشقون وينقسمون إلى ثلاثة أصناف كل صنف له كيانه المغاير الذي يقف على أرض التباين الواضح:
.
1) الصنف الأول: متطرف وقف في مكانه وتقعقع بعد الخطوه الأولى ولم يتحرك وأصبح جالس ينظر إلى الماضي الأزل والأطلال والطين والوحل.
.
2) الصنف الثاني: قد أكترث الغلو في مسار الحياة وأخذ ينظر الى المستقبل بكل معطياته نظرة مطلقة من غير ضوابط ولا احترام للواقع الذي حوله وهوى في الحفر المتواجده وأصبح متعثر في بدايات المسار.
.
3) الصنف الثالث: متزن أمسك العصى مع النص ونظر لمسار الحياة نظرة شمولية لا يتجرد من واقعه بل يتكيّف معه ولا يهمل المسقبل أهمالاً مفرط فهو ينظر إلى مستقبله بين الفينة والآخرى وقد حمل على عاتقة المحافظة على الأصالة وعراقة الماضي.