لا تسألن بنـي آدم حاجـةً
وسل الذي أبوابه لا تحجبُ
.
الله يغضبُ إن تركت سؤاله
وابن آدم حين يسألُ يغضبُ
الله يغضبُ إن تركت سؤاله
وابن آدم حين يسألُ يغضبُ
ويقول ارسطو الاغريقي:من لم يقدر على الفضائل, فلتكن فضائله في ترك الرذائل.هناك وجه شبه بين بعض الشعراء والبقرة وهذا الشبه ليس وليد اليوم فهو ظاهرة منذ القدم ولكن لو نظرنا الى وضع الساحة الشعرية هذه الأيام لوجدنا أشباه الأبقار وبوتيرةٍ عالية على أبواب الشيوخ والسلاطين, ومداخل الكبراء والامراء, وارائك الأثرياء والأغنياء, ومن لم يستطع الوصول الى هذه الأماكن والمواضع, فإن القنوات الإعلامية من تلفزةٍ وصحف وإذاعة ومواقع الكترونية ترحبوا بهم, وتسوّق حروفهم, وتذيع حاجتهم على الملاء فأشباه الأبقار هم شعراء متسولؤن ولكن بوجه آخر أو هم المتسولؤن المهذبون فهم شعراء دنت نفوسهم ورضوا بأسفل الحضيض وأساؤا الى الشعر وكيانه حتى اصبحت العامة تعمم على الشعراء ( انهم شحاحيذ وطرارين ) فهؤلاء الشعراء قد تنازلوا عن ماء وجوهم يرجون من يعولهم يقول عبدالقدوس:
.
اذا قلّ ماء الوجه قلّ حيـاؤه
ولا خير في وجهٍ إذا قلّ ماؤه
ويقول الامام علي رضي الله عنه:ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية, وذقت المرارة كلها فلم أجد أمر من سؤال الناس الحاجة.ولو عدنا الى التاريخ تاريخ الصحابة الفضلاء, والرجال النبلاء, لتعلمنا من تلك المدارس الكريمه التي تربت على عزة النفس والكرامه نجد ابو بكر الصديق رضي الله عنه في احدى الغزوات الاسلامية وهو راكب خيله فسقط سيفه من يده على الأرض فوقف ولم ينزل عن خيله حتى ابتعد عن نظر بعض الصحابه فنزل واخذ سيفه ولحق بهم فانظر الى الاعتماد على النفس وعدم طلب الناس الحاجة بالرغم من أن ابو بكر الصديق ابو بكر الصديق فالكل يتسابق لخدمته وتلبية حاجاته.ولقد سئل حاتم الطائي عما إذا رأى أكرم منه, فقال: كنت أتنزه, ذات يوم, في البرية مع بعض الأصدقاء, فرأيت رجلاً يجمع عشباً يابساً.فقلت له: أذهب إلى بيت حاتم الطائي حيث يوزّعون الآن خبزاً ولحماً.فأجاب: إن الذي يقدر أن يأكل خبزه بعرق جبينه, لا ينبغي أن يحمل جميل حاتم الطائي.ولكن من الآسف حينما تنظر الى بعض الشعراء في القنوات الإعلامية أو مجالس الأكابر والعلية وهو في رعيان الشباب, وسن الجد وتحمل الأتعاب, يطلب الأكابر من حوائج العيش فضلاً وثواب, بكل خنوعٍ وذلٍ وارتياب, وهو قادر على العمل والجري وراء الأسباب.....الآ والله أنهم لأشباه الأبقار فهم اشتركوا مع البقرة في طريقة عيشها شعراء يعيشون على ألسنتهم, والبقرة تعيش على لسانها.أينهم عن قول عنتر ابن شداد:
لا تسقني ماء الحيـاة بذلـةٍ
بل فأسقني بالعز كأس الحنظلِ
.
مـاء الحيـاة بذلـةٍ كجهنـمِ
وجهنمُ بالعز أطيـب منـزلِ
مـاء الحيـاة بذلـةٍ كجهنـمِ
وجهنمُ بالعز أطيـب منـزلِ
فما الفرق بين هؤلاء الشعراء وتلك البقرة.
شخوصٌ وأشكال تمر وتنقضي
فتفنى جميعاً والمهمين باقـي
وتقبلوا حرفي وصادق شكري فهذه وجهة نظر شخصية تعبر عن قناعة ذاتية, وتعكس ملامح خفية, ليست بالضروره يوافقني عليه البعد
.
والله أعلم
الـقـفـيـعي - جليس الدار
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق